{ فيهن قاصرات الطرف} أي منكسرات الجفن ،خافضات النظر ،غير متطلعات لما بعد ،ولا ناظرات لغير زوجها .أو معناه:إن طرف النظر لا يتجاوزها ،كقول المتنبيّ:
وخصر تثبتُ الأبصار فيه *** كأن عليه من حَدَقٍ نِطَاقَا
فالمراد قاصرات طرف غيرهن عن التجاوز لغيرهن .أو المعنى:شديدات بياض الطرف ،كما يقال:أحور الطرف وحوراؤه ،من قولهم:ثوب مقصور وحوّارى .
وجليّ أن المعاني ههنا لا تتزاحم لتحقق مصداقها كلها .
{ لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان} أي لم يمسهن .وأصله خروج الدم ،ولذلك يقال للحيض ( طمث ) ثم أطلق على جماع الأبكار ،لما فيه من خروج الدم .ثم عمّ كل جماع .وقد يقال:إن التعبير به للإشارة إلى أنها توجد بكرا كلما جومعت .ويستدل بالآية على أن الجن يطمثن ويدخلن الجنة .