وقوله:{ ما أنت بنعمة ربك بمجنون} جواب القسم ،قصد به تكذيب المشركين في إفكهم المحدث عنه بآية{[7190]}{ وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون} .
قال الزجاج{ أنت} هو اسم{ ما} ،و{ بمجنون} الخبر ،وقوله{ بنعمة ربك} كلام وقع في البين .والمعنى انتفى عنك الجنون بنعمة ربك ،كما يقال أنت بحمد الله عاقل ،وأنت بحمد الله فهم ،ومعناه أن تلك الصفة المحمودة إنما حصلت ،والصفة المذمومة إنما زالت بواسطة إنعام الله ولطفه وإكرامه ،فالباء في{ بنعمة} متعلقة بمعنى النفي المدلول عليه ،ب ( ما ) والباء في{ بمجنون} زائدة .