{ وأهديك إلى ربك} أي أرشدك إلى علم ما يرضيه عنك وذلك الدين القيم{ فتخشى} أي عقابه من سلب الملك وإذاقة البأس مكان النعم وذلك بأداء ما ألزمك من فرائضه واجتناب ما نهاك عنه من معاصيه وفيه إشارة إلى أن الخشية مسببة عن العلم كما في آية{[7339]}{ إنما يخشى الله من عباده العلماء} أي العلماء به .
قال الزمخشري ذكر الخشية لأنها ملاك الأمر من خشى الله أتى منه كل خير ومن أمن اجترأ على كل شر وبدأ مخاطبته بالاستفهام الذي معناه العرض كما يقول الرجل لضيفه هل لك أن تنزل بنا ؟ وأردفه الكلام الرقيق ليستدعيه بالتلطف في القول ويستنزله بالمدارة من عتوه كما أمر بذلك في قوله{[7340]}{ فقولا له قولا لينا} انتهى .