{ فجعله} أي بعد خضرته ونضرته{ غثاء} أي جافا يابسا تطير به الريح{ أحوى} أي أسود صفة مؤكدة ( لغثاء ) لأن النبات إذا يبس تغير إلى ( الحوة ) وهي السواد .
قال ابن جرير{[7436]} وكان بعض أهل العلم بكلام العرب يرى أن ذلك من المؤخر الذي معناه التقديم وان معنى الكلام والذي أخرج المرعى أحوى أي أخضر إلى السواد فجعله غثاء بعد ذلك ،وهذا القول وإن كان غير مدفوع أن يكون ما اشتدت خضرته من النبات قد تسميه العرب أسود غير صواب عندي بخلاف تأويل أهل التأويل في أن الحرف ( إنما يحتال لمعناه المخرج بالتقديم والتأخير إذا لم يكن له وجه مفهوم إلا بتقديمه عن موضعه أو تأخيره فأما وله في موضعه وجه صحيح فلا وجه لطلب الاحتيال لمعناه بالتقديم والتأخير انتهى والقول المذكور هو للفراء وأبي عبيدة .