{ وقد خاب من دساها} أي أخملها ووضع منها بخذلانه إياها عن الهدى حتى ركب المعاصي وترك طاعة الله تعالى هذا ما قاله ابن جرير{[7479]} وقال غيره أي نقص تزكيتها وأخفى استعدادها وفطرتها التي خلقت عليها بالجهالة والفسوق وهو مأخوذ من ( دس الشيء في التراب ) أي أدخله فيه وأخفاه وأصل ( دس ) دسس كتقصى البازي وجملة{ قد أفلح} الخ جواب القسم وحذف اللام للطول .
قال القاضي:/ وكأنه لما أراد به الحث عل ى تكميل النفس والمبالغة فيه أقسم عليه بما لديهم على العلم بوجود الصانع ووجوب ذاته وكمال صفاته الذي هو أقصى درجات القوة النظرية ويذكرهم عظائم الإله ليحملهم على الاستغراق في شكر نعمائه الذي هو منتهى كمالات القوة العملية .
وذهب الزمخشري إلى أن هذه الجملة كلام تابع لقوله{ فألهمها فجورها وتقواها} على سبيل الاستطراد وجواب القسم محذوف تقديره:ليدمدمن الله عليهم .أي على أهل مكة لتكذيبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما دمدم على ثمود ،لأنهم كذبوا صالحا عليه السلام وقد دل عليه قوله تعالى:{ كذبت ثمود بطغواها} .