وقوله تعالى:{ فأما من أعطى} تفصيل لتلك المساعي الشتى وتبيين لمآلها كما تقدم قال الرازي وفي{ أعطى} وجهان:أحدهما أن يكون المراد إنفاق المال في جميع وجوه الخير من عتق الرقاب وفك الأسارى ،وتقوية المسلمين على عدوهم كما كان يفعله أبو بكر سواء كان ذلك واجبا أو نفلا ،وإطلاق هذا كالإطلاق في قوله{[7487]}{ ومما رزقناهم ينفقون} فإن المراد منه كل ما كان إنفاقا في سبيل الله سواء كان واجبا أو نفلا ،وقد مدح الله قوما فقال{[7488]}{ ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا} وقال في آخر هذه السورة{[7489]}{ وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى} الآية .
وثانيهما أن قوله{ أعطى} يتناول إعطاء حقوق المال وإعطاء حقوق النفس في طاعة الله تعالى يقال فلان أعطى الطاعة وأعطى السعة انتهى .
إلا أن الأول هو المناسب للإعطاء لأن المعروف فيه تعلقه بالمال خصوصا وقد وقع في مقابلة ذكر البخل والمال{ واتقى} أي ربه فاجتنب محارمه