{ ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك} قال الشهاب:الوزر الحمل الثقيل ،ووضعه إزالته عنه ،لأنه إذا تعدى ب ( على ) كان بمعنى التحميل وإذا تعدى ب ( عن ) كان بمعنى الإزالة ،والإنقاض حصول النقيض هو صوت فقرات الظهر ،وقيل:صوت الجمل أو الرحل أو المركوب إذا ثقل عليه ،فالإنقاض الثقيل في الحمل حتى يسمع له نقيض أي صوت كما قاله الأزهري .
وقال ابن عرفة:هو إثقال يجعل ما حمل عليه نقضا أي مهزولا ضعيفا ،وقد مثل بذلك حاله صلوات الله عليه مما كان يثقل عليه ويغمه من قلة المستجيبين لدعوته وضعف من سبق إلى الإيمان به وشيوع الشرك والضلال في جزيرة العرب وقوة أهلها ،ووضعه عنه هو كثرة من آمن بعد ودخلوهم في دين الله أفواجا ،وقوة أتباعه وانمحاء الشرك والجاهلية من الجزية وذل أهلها بعد العز وانقيادهم بعد شدة الإباء .وقيل:الآية كناية عن عصمته وتطهيره من دنس الآثام كقوله{[7502]}{ ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر} .
والوجه الأول أقوى ،وفي الآية ،على كل ،استعارة تمثيلية .والوضع ترشيح لها .