ولما ذكر إمامته عليه السلام ،ذكر ما يؤتم به فيه ،وهو سبب اصطفائه وصلاحه ،وذلك دينه ،وما أوصى به بنيه ،وما أوصى به بنوه بنيهم سلفا عن خلف ،ولاسيما يعقوب عليه السلام المنوه بنسبة أهل الكتاب إليه فقال:{ إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين 131} .
{ إذ} أي اصطفيناه لأنه{ قال له ربه أسلم} أي لربك ،أي انقد له ،وأخلص نفسك له .أو استقم على الإسلام ،واثبت على التوحيد{ قال أسلمت لرب العالمين} وظاهر النظم الكريم أن القول حقيقيّ ،وليس في ذلك مانع ،ولا ما جاء ما يوجب تأويله .وقول بعضهم:هو تمثيل ،والمعنى:أخطر بباله دلائل التوحيد المؤدية إلى المعرفة الداعية إلى الإسلامليس بشيء .ولا معنى لحمل شيء من الكلام على المجاز ،إذا أمكنت فيه الحقيقة بوجه ما .