{ قَالُوا سُبْحَانَكَ} تعجبا مما قيل لهم .لأنهم إما ملائكة معصومون أو جمادات لا قدرة لها على شيء .أو تنزيها له عن الأنداد{ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاء} أي نعبدهم .فأنى يتصور أن نحمل غيرنا على أن يتخذ وليا غيرك ،أو{ من أولياء} أي أتباعا للعبادة{ وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ} استدراك مسوق لبيان أنهم هم الضالون ،بعد بيان تنزههم عن إضلالهم .وقد نعى عليهم سوء صنيعهم حيث جعلوا أسباب الهداية أسبابا للضلالة .أي ما أضللناهم .ولكن متعتهم وآباءهم بأنواع النعم ،ليعرفوا حقها ويشكروها .فانهمكوا في الشهوات حتى نسوا الذكر ،أي ذكرك .أو التذكر في آلائك ،والتدبر في آياتك ،فجعلوا أسباب الهداية ،بسوء اختيارهم ،ذريعة إلى الغواية – أفاده أبو السعود{ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا} أي هالكين .