{ قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ} أي على تبليغ الرسالة المفهوم من{ أرسلناك}{ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَن شَاء أَن يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا} أي يتقرب إليه بالإيمان والطاعة .أي إلى رحمته أو جنابه .فاتخاذ السبيل ،مراد به لازم معناه .لأن من سلك طريق شيء ،قرب إليه ،بل وصل .
قال الزمخشري:مثال{ إلا من شاء} والمراد:إلا فعل من شاء .واستثنائه عن الأجر قول ذي شفقة عليك قد سعى لك في تحصيل مال:( ما أطلب منك ثوابا على ما سعيت ،إلا أن تحفظ هذا المال ولا تضيعه ) فليس حفظك المال لنفسك من جنس الثواب .ولكن صوره هو بصورة الثواب وسماه باسمه ،فأفاد فائدتين:إحداهما – قلع شبهة الطمع في الثواب من أصله .كأنه يقول لك:إن كان حفظك لمالك ثوابا ،فإني أطلب الثواب .
والثانية – إظهار الشفقة البالغة ،وأنك إن حفظت مالك اعتد بحفظك ثوابا ورضي به ،كما يرضى المثاب بالثواب .
ولعمري إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المبعوث إليهم بهذا الصدد وفوقه .انتهى .والاستثناء على هذا متصل ادعاء .