{ وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ} أي ذكرا جميلا بعدي ،أذكر به ويقتدى بي في الخير كما قال تعالى{[5927]}:{ وتركنا عليه في الآخرين * سلام على إبراهيم ،كذلك نجزي المحسنين} .
قال القتيبي:وضع اللسان موضع القول على الاستعارة ،لأن القول يكون به ،وقد تكني العرب به عن الكلمة .وعليها حمل قول الأعشى{[5928]}:
إني أتتني لسان لا أسر بها *** من علو ،لا عجب منها ولا سخر
وجوز أن يكون المعنى:واجعل لي صادقا من ذريتي ،يجدد أصل ديني ويدعو الناس إلى ما كنت أدعوهم إليه من التوحيد .وهو النبي صلى الله عليه وسلم .ولذا قال صلى الله عليه وسلم{[5929]}:( أنا دعوة أبي إبراهيم ) ،فالكلام بتقدير مضاف .أي صاحب لسان صدق .أو مجاز بإطلاق الجزء على الكل ،لأن الدعوة باللسان .