وقد أجابه الحق تعالى ،فأرسل إليه الملائكة مبشرة كما قال تعالى:( فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين )
( فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك ) أي على ألسنتنا ( بيحيى ) وقد قرىء في السبع بكسر ( إن ) وفتحها ،ولفظ ( يحيى ) معرب عن ( يوحنا ) / اسمه في العبرانية .ومعنى يوحنا نعمة الرب .كما في تأويل أسماء التوراة والإنجيل ( مصدقا بكلمة من الله ) أي بنبي خلق بكلمة
( كن ) من غير أب .يرسله الله إلى عباده فيصدقه هو .وذلك عيسى عليه السلام ( وسيدا ) أي يسود قومه ويفوقهم ( وحصورا ) أي لا يقرب النساء حصرا لنفسه أي منعا لها من الشهوات عفة وزهدا واجتهادا في الطاعة ( ونبيا من الصالحين ) .أي ناشئا منهم لأنه من أصلابهم .أو كائنا من جملتهم .كقوله:( وإنه في الآخرة لمن الصالحين ) ولما تحقق زكريا عليه السلام هذه البشارة أخذ يتعجب من وجود الولد منه بعد الكبر .