ولما بين تعالى أن السيئة أصابتهم بما قدمت أيديهم ،أتبعه ذكر ما يجب أن يفعل ،وما يجب أن يترك ،بقوله:
{ فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} أي من البر والصلة .واستدل به أبو حنيفة رحمه الله على وجوب النفقة للمحارم إذا كانوا محتاجين عاجزين عن الكسب .لأن ( آت ) أمر للوجوب .والظاهر من ( الحق ) بقرينة ما قبله أنه مالي ،وهو استدلال متين{ وَالْمِسْكِينَ} وهو الذي لا شيء له ينفق عليه .أو له شيء لا يقوم بكفايته{ وَابْنَ السَّبِيلِ} أي السائل فيه ،والذي انقطع به .وحقهما هو نصيبهما من الصدقة والمواساة{ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ} أي النظر إليه يوم القيامة .وهو الغاية القصوى .أو يريدون ذاته بمعروفهم لا رياء ولا سمعة .ولا مكافأة يد .كما قال تعالى{[6074]}:{ الذي يؤتى ماله يتزكى * وما لأحد عنده من نعمة تجزى * إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى}{ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} أي في الدنيا والآخرة