{ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ} أي الذين تحزبوا على الرسل وناصبوهم{ من بعدهم} أي من بعد سماع أخبارهم ومشاهدة آثارهم{ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ} أي ليتمكنوا منه ،ومن الإيقاع به وإصابته بما أرادوا من تعذيب أو قتل .من ( الأخذ ) بمعنى الأسر .والأخيذ الأسير{ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ} أي قابلوا حجج الرسل بالباطل من جدالهم{ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ} أي ليزيلوا به الأمر الثابت بالحجة الصحيحة .لكنه لا يندحض وإن كثرت الشبه .لما أنه الثابت في نفسه المتقرر بذاته{ فأخذتهم} أي بالعذاب الدنيوي المعروف أخباره ،المشهود آثاره{ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ} أي في هذه الدار .فيعتبر به عقاب تلك الدار .