{ كل من عليها فان} أي:من على ظهر الأرض هالك
{ ويبقى وجه ربك} أي ذاته الكريمة{ ذو الجلال} أي العظمة والعلوّ والكبرياء{ والإكرام} أي التفضل العام ،وهذه الآية كآية{[6890]}{ كل شيء هالك إلا وجهه} .
/ ولما كان فناء الخلق سببا لبعثهم للنشأة الأخرى التي يظهر بها المحق من المبطل ،وينقلب الأول بالثواب ،ويبوء الآخر بالعقاب ،وذلك من أعظم النعم التي يشمل فيها العدل الإلهي المكلفين – قال سبحانه:{ فبأي آلاء ربكما تكذبان} .
وقد أشار الرازي إلى ما في قوله تعالى:{ كل من عليها فان} من الفوائد ،بقوله:فيه فوائد:منها- الحث على العبادة ،وصرف الزمان اليسير إلى الطاعة .
ومنها – المنع من الوثوق بما يكون للمرء .فلا يقول – إذا كان في نعمة – إنها لن تذهب فيترك الرجوع إلى الله ،معتمدا على ماله وملكه .
ومنها – الأمر بالصبر إن كان في ضر ،فلا يكفر بالله معتمدا على أن الأمر ذاهب ،والضر زائل .
ومنها – ترك اتخاذ الغير معبودا ،والزجر عن الاغترار بالقرب من الملوك ،وترك التقرب إلى الله تعالى .فإن أمرهم إلى الزوال قريب .
ومنها – حسن التوحيد ،وترك الشرك الظاهر والخفيّ جميعا ،لأن الفاني لا يصلح لأن يعبد .