وقوله تعالى:
[ 181]{ وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ( 181 )} .
{ وممن خلقنا} أي للجنة ،لأنه في مقابلة{ ولقد ذرأنا لجهنم}{[4266]} - قاله النسفي-{ أمة يهدون بالحق} أي يدعون إليه{ وبه يعدلون} أي يعملون ويقضون .وقد جاء في الآثار ؛ أن المراد بالأمة ،هذه الأمة المحمدية .وقال قتادة:بلغنا"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية يقول:هذه لكم ،وقد أعطي القوم بين أيديكم مثلها ".وعن الربيع بن أنس- في هذه الآية- قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من أمتي قوما على الحق ،حتى ينزل عيسى ابن مريم متى ما نزل ".وفي ( الصحيحين ){[4267]} عن معاوية قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين ،لا يضرهم من خذلهم ،ولا من خالفهم ،حتى تقوم الساعة ".وفي رواية:حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ".
قال الشهاب:استدل بالآية على أن الإجماع حجة في كل عصر ،وعلى أنه لا يخلو عصر من مجتهد إلى قيام الساعة .