ثم أشار تعالى إلى غضبه لنبيه صلوات الله عليه مما أتت به من إفشاء السر إلى صاحبتها ومن مظاهرتهما على ما يقلق راحته وأن ذلك ذنب تجب التوبة منه بقوله سبحانه:
{ إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما} أي إلى الحق وهو ما وجب من مجانبة ما يسخط رسوله وقد صح{[7156]} عن ابن عباس أنه سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن المتظاهرين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال"عائشة وحفصة ".
وفي خطابهما على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب مبالغة ،فإن المبالغ في العتاب يصير المعاتب مطرودا بعيدا عن ساحة الحضور ثم إذا اشتد غضبه توجه إليه وعاتبه بما يريد{ وإن تظاهرا عليه} أي تتظاهرا وتتفقا على ما يسوؤه{ فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير} أي متظاهرون على من أراد مساءته فماذا يفيد تظاهر امرأتين على من هؤلاء ظهراؤه ؟ ولما كانت الملائكة أعظم المخلوقات وأكثرهم ختم الظهراء بهم ليكون أفخم في التنويه بالنبي صلوات الله وعظم مكانته والانتصار له إذ هي هنا بمثابة جيش جرار يملأ القفار يتأثر أميره وقائده ليحمل على عدوه ومناوئه .