ولما بين سبحانه شأن كل من الحق والباطل حالا ومالا ،تأثره ببيان حال أهل كل منهما مآلا .ترغيبا وترهيبا ،بقوله:
/ [ 18]{ للذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا له لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به أولئك لهم سوء الحساب ومأواهم جهنم وبئس المهاد 18} .
{ للذين استجابوا لربهم الحسنى} أي:للمؤمنين الذين استجابوا لربهم بطاعته وطاعة رسوله ،والمثوبة الحسنى كما قال تعالى{[5087]}:{ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} فالحسنى مبتدأ قدم عليه خبره الموصول{ والذين لم يستجيبوا له} وهم الكفرة{ لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به} أي:بما في الأرض ومثله معه من أصناف الأموال ،ليتخلصوا عما بهم .وفيه من تهويل ما يلقاهم ما لا يحيط به البيان ولأجله عدل عن أن يقال:وللذين لم يستجيبوا السوء ،كما تقتضيه المقابلة{ أولئك لهم سوء الحساب} أي:في الدار الآخرة ،فيناقشون على الجليل والحقير{ ومأواهم جهنم وبئس المهاد} أي:المستقر .وفي قوله:{ ومأواهم جهنم} إشعار بتفسير الحسنى بالجنة ،لانفهامها من مقابلتها .