[ 57]{ ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون 57} .
{ ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون} ،هذا بيان لعظيمة من عظائمهم ،وهو:جعلهم الملائكة ؛ الذين هم عباد الرحمن ،بنات لله ،فنسبوا له تعالى ولدا ،ولا ولد له .واجترءوا على التفوه بمثل ذلك ،وعلى نسبة أدنى القسمين له من الأولاد ،وهو البنات .وهم لا يرضونها لأنفسهم ؛ لأنهم يشتهون الذكور ،أي:يختارونهم لأنفسهم ،ويأنفون من البنات .وقد نزه مقامه الأقدس عن ذلك بقوله:{ سبحانه} ،أي:عن إفكهم وقولهم .وفيه تعجيب من جراءتهم على التفوه بهذا المنكر من القول ،ومن مقاسمتهم لجلاله ،بالاستئثار كما قال سبحانه{[5283]}:{ ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذا / قسمة ضيزى} وقال تعالى{[5284]}:{ ألا إنهم من إفكهم ليقولون * ولد الله وإنهم لكاذبون * أصطفى البنات على البنين * ما لكم كيف تحكمون} ،