وقوله تعالى:
{ يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ} .
{ يَدْعُو} أي هذا المنقلب على وجهه ،إذا أصابته فتنة{ لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ} أي وثنا أو صنما ،ضره في الدنيا بالذل والخزي وفي الآخرة بالعذاب ،أسرع إليه من نفعه الذي يتوقعه بعبادته ،وهو الشفاعة والتوسل به إلى الله تعالى .فاللام زائدة في المفعول به ،وهو ( من ) كما زيدت في قوله تعالى{[5521]}:{ ردف لكم} في وجه .وذكر أن ابن مسعود كان يقرؤه{ يدعو من ضره} بغير لام .وهي مؤيدة للزيادة .و{ ضره} مبتدأ ،و{ أقرب} خبر .وفي الآية وجوه كثيرة هذا أظهرها .وإثبات الضرر له هنا ،باعتبار معبوديته .ونفيه قبل ،باعتبار نفسه .والآية بمثابة الاستدراك أو الإضراب عما قبلها ،بإثبات ضر محقق لا حق لعابده ،تسفيها وتجهيلا لاعتقاده فيه أنه سينتفع به حين يستشفه به .وإيراد صيغة التفضيل ،مع خلوه عن النفع بالمرة ،للمبالغة في تقبيح حاله ،والإمعان في ذمه{ لَبِئْسَ الْمَوْلَى} أي الناصر له{ وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ} أي المصاحب له .