{ مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ} أي الشرف والرفعة{ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} أي فليطلبها من عنده ،باتباع شريعته ،وموالاة أنبيائه ورسله ،والتأسي بهم في الصلاح والإصلاح ،والصبر والثبات ،واطراح كل ملامة رغبة في الحق وعملا بالصدق .وهذا كآية{[6303]}{ الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا} وكآية{[6304]}{ ولله العزة ولرسوله والمؤمنين}{ إليه يصعد الكلم الطيب} وهو الداعي إلى الحق والإصلاح ،والمنبه على سبل الضلال والفساد{ والعمل الصالح يرفعه} أي يرفع الكلم العمل الصالح ،على أن يكون المستكن للكلم .إشارة إلى أن العمل لا يقبل إلا بالكلم المؤثر في إبلاغ دعوة الخير .والضمير المستتر للعمل ،والبارز للكلم .أي يكون العمل / الصالح موجبا لرفعها وقبولها لأنه يحققها ويصدقها ،كما قال تعالى عن شعيب عليه السلام{[6305]}{ وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ،إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت}{ والذين يمكرون السيئات} أي الأعمال السيئة المفسدة لصلاح الأمة وقيام عمرانها{ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ} أي يضمحل .لأن الحق يعلو ولا يعلى عليه .