{ أفمن شرح الله صدره للإسلام} أي وسعه لتسليم الوجه إليه وحده ،ولقبول دينه وشرعه بلطفه وعنايته وإمداده سبحانه{ فهو على نور من ربه} أي على بينة ومعرفة ،واهتداء إلى الحق .واستعارة النور للهدى والعرفان ،شهيرة ،كاستعارة الظلمة لضد ذلك .وخبر ( من ) محذوف دل عليه قوله تعالى:{ فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله} أي من قبول ذكره لشدة ميلها إلى اللذات البدنية ،وإعراضها عن الكمالات القدسية .أو من أجل ذكره .ف ( من ) للتعليل والسببية .وفيها معنى الابتداء لنشئها عنه .قال الشهاب:إذا ( قيل قسا منه ) فالمراد أنه سبب لقسوة نشأت منه .وإذا قيل ( قسا عنه ) فالمعنى أن قسوته جعلته متباعدا عن قبوله .وبهما ورد استعماله .وقد قرئ ب ( عن ) في الشواذ .ولكن الأول أبلغ لأن قسوة القلب تقتضي عدم ذكر الله وهو معناه إذا تعدّى ب ( عن ) وذكره تعالى مما يلين القلوب ،فكونه سببا للقسوة ،يدل على شدة الكفر الذي جعل سبب الرقة ،سببا لقسوته{ أولئك في ضلال مبين} أي عن طريق الحق .